من الغابات الى الأعشاب : البحرية دور المحيطات الخفي في حماية كوكب الأرض
— من:
ساهم في نشر العلم والمعرفة بمشاركة هذا المقال مع اصدقائك

من الغابات إلى الأعشاب البحرية، تلعب المحيطات دوراً مهماً في تنظيم الحياة على كوكب الأرض، فهي توفر لنا الأكسجين الذي نتنفسه وتساهم في تبريد الكوكب وتقليل ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي. في هذا المقال، سنكتشف كيف تقوم المحيطات بهذا الدور الكبير ودور أعشاب البحر في مواجهة التحديات البيئية، وكيف يمكن للجميع المساهمة في حمايتها والمحافظة على توازن الحياة على الأرض.

المحيطات تنظم المناخ

ينقسم المحيط الأم الكبير المتصل ببعضه البعض إلى خمسة محيطات هي  الأطلسي والهندي والهادئ و القطب الشمالي والقطب الجنوبي.تغطي تلك المحيطات حوالي 71% من سطح الكرة الأرضية التي نعيش فيها.

يعتقد أغلب الناس ان الغابات والأشجار والنباتات هم الرئة الوحيدة لكوكب الأرض وذلك حسب ما هو شائع على أنهم هم فقط من يقومون بأمتصاص ثاني اكسيد الكربون وإخراج الاكسجين،  لكن  العلماء  اكتشفوا أن المحيطات تعمل على توفير 50-80% من الاكسجين الذي نتنفسه.

الأمر المدهش في المحيطات ايضا انها تساعد على تبريد الأرض من خلال خاصية التبادل الحراري لأنها تقوم بامتصاص الحرارة من المناطق القريبة من خط الاستواء والتي تكون بالطبع شديدة الحرارة وتقوم بنقل تلك الحرارة باتجاه القطبين الباردين،وهذا ما يوضح ابداع الخالق سبحانه وتعالي فى جعل المحيطات متصلة ببعضها البعض.

ويثبت المحيط الكبير قدرته على دعم مكافحة تغير المناخ حيث ان الكائنات الحية التى تعيش فيه تمتص 50 ضعف كمية ثاني اكسيد الكربون التى يمتصها الغلاف الجوي لسطح الأرض.

تمتص العديد من أشكال الحياة المائية بشكل طبيعي الكربون وتحجزه ، والذي يتم إنزاله إلى قاع البحر ،ويبقى هناك حتى عند موتها بدءاً من العوالق النباتية المجهرية إلى الحيتان العملاقة . تساهم تلك الكائنات الحية  من جميع الأشكال والأحجام بدور كبير في تغذية تلك الأحواض الكربونية والتي تشكل مناطق تمتص ثاني أكسيد الكربون أكثر بكثير مما تخرجه.

أي أنه ببساطة تتعاون أعضاء الحياة المائية فى المحيط  بمختلف أحجامهم واشكالهم بدءا من العوالق النباتية إلى الحيتان العملاقة  ليعملوا على امتصاص الكربون من علي السطح ثم إنزاله الى القاع في ما يسمى بأحواض الكربون Carbon Sinks وهي المناطق التي تقوم بامتصاص وعزل  ذلك الحجم الهائل من ثاني اكسيد الكربون.

 “Carbon Sequestration”

وأروع ما يدهشك هو ما تقوم به أعشاب البحر البسيطة Seagrass فى تلك المهمة العظيمة .

أعشاب البحر

يوجد حول العالم أكثر من 70 نوعاً من الأعشاب البحرية منها ما ينمو في المياه الضحلة أو في البحار الواسعة وتغطي الأعشاب البحرية حوالي 300 ألف كيلو متر مربع وهي المساحة التى تعادل تقريبا مساحة ايطاليا ولكنها اقل من 0.2% من مساحة قاع البحر لكنها تمتص 10% من الكربون الذي يمتصه المحيط واسرع بمعدل 35 مرة من أشجار الغابات الاستوائية.

تتغذى اعشاب البحر على الكربون الذي تمتصه من الماء أثناء عملية التمثيل الضوئي وتستخدمه في بناء أوراقها وجذورها،وتحتفظ بهذا الكربون حتي موتها وبالتالي يدفن الكربون في قاع البحار والمحيطات.

ولكن بالرغم من الأعشاب البحرية تقوم بدور عظيم فى مجابهة التغير المناخي،إلا أنها حالها مثل حال باقي الكائنات الحية علي سطح الأرض قد تعرضت للإيذاء والتهديد من آثار التغير المناخي حيث ان ارتفاع الحرارة وزيادة العواصف البحرية بالتوازي مع الصيد الجائر و الإنشاءات العمرانية علي السواحل والتلوث قد تسببوا في تدمير جزء كبير من الأعشاب البحرية.

وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) ، يتم حول العالم  تدمير منطقة أعشاب بحرية بحجم ملعب كرة قدم كل 30 دقيقة . وفقدت بريطانيا  أكثر من 90 في المائة من أعشابها البحرية خلال القرن الماضي.

تعتبر الأعشاب البحرية مهددة بشكل كبير وتظهر في قائمة الحمراء للبيئات الطبيعية المهددة بالانقراض للاتحاد الأوروبي. ما لم يتم اتخاذ إجراء كافي، فمن المتوقع أن تنقرض بعض  أنواع الأعشاب البحرية بحلول عام 2050.

بوسيدونيا أوشينيكا

Posidonia Oceanica

هي من أهم أنواع الأعشاب البحرية وتعتبر واحدة من أطول الكائنات الحية على كوكب الارض، ويمكن العثور عليها في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. كما أنها مقاومة بشكل خاص للتحلل الميكروبي ، مما يعني أنها عندما تموت وتسقط فى قاع البحر ، لا يتم إطلاق الكربون المحتجز بداخلها مرة أخرى.

قبل عقدين من الزمن ، تم تصنيف مساحة حوالي 550 كيلو متر مربع من الاعشاب البحرية  والتى تقع بين الجزيرتين التابعتان لإسبانيا ( مايوركا وفورمينتيرا) كموقع تراث عالمي من قبل اليونسكو.

هذا النوع من الأعشاب البحرية يمكن ان يتعايش فى درجات حرارة تصل إلى 28 درجة مئوية ،ولكن بسبب تغير المناخ تجاوزت درجة الحرارة فى فصل الصيف تلك الدرجة وتحديدا منذ عام 2000.

يتم تدمير تلك الاعشاب ايضا بسبب مرساة القوارب التى يتم اسقاطها عليها وهو ما قد تسبب فى تقلص تلك الاعشاب بنسبة 44% فى جزيرة فورمينتيرا وذلك فى غضون 4 سنوات فقط بين عامي 2008 و 2012.

للأسف تنمو تلك الاعشاب ببطء شديد وقد يستغرق اصلاح التلف الناتج عن اسقاط مرساة سفينة واحدة الف عام لاصلاح ذلك التلف.

ما الذي يمكن ان نفعله؟

يقول الخبراء إن عكس بوصلة تدهور الأعشاب البحرية سيتطلب جهدًا دوليًا. لحسن الحظ ، فإن مهام الاستعادة جارية بالفعل ، في أماكن بعيدة مثل كينيا وموزمبيق والمملكة المتحدة.

فى بريطانيا وخلال عام 2020 ، اتخذ فريق متطوعين من جامعة Swansea بالتعاون مع المتطوعين من الموظفين ومن المجتمع المحلي بمقاطعة ويلز  بزراعة مليون بذرة فى موقع مساحته حوالي خمسة أفدنة في خليج ديل قبالة ساحل بيمبروكشاير .

 وهناك العديد من المبادرات والإجراءات حول العالم سواء على صعيد حكومات الدول أو المنظمات الغير الربحية والمتطوعين للعمل على إنقاذ الأعشاب البحرية.أما بالنسبة لك بعد ما عرفت حجم التهديد الذي يسببه التغير المناخي للكائنات الحية واولهم البشرية،ما الذي ستقوم به للمساهمة فى انقاذ الارض.

المصادر:

ساهم في نشر العلم والمعرفة بمشاركة هذا المقال مع اصدقائك

يسعدنا تلقى تعليقاتكم:

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.