تأثير علوم البيئة على النظام البيئي رؤية شاملة
— من:
ساهم في نشر العلم والمعرفة بمشاركة هذا المقال مع اصدقائك

تأثير علوم البيئة على النظام البيئي رؤية شاملة

في سبيل بناء مباني خضراء عالية الأداء وتطوير مدن مستدامة، يجب علينا فهم عمل النظام البيئي وتأثير البيئة العمرانية عليه. يزخر مجال علوم البيئة بالأسس والمفاهيم التي تعزز التوظيف الفعّال لعناصر البيئة، سواء للحفاظ على التنوع البيولوجي أو لضمان سلامة المكونات الطبيعية والحيوية. في هذا السياق، تعتبر المعايير الثلاثية للاستدامة ومبادئ التصميم الحيوي والتصميم البيئي أساسية لتحقيق الاستدامة البيئية وبناء المباني المستدامة.

عندما نتحدث عن الاستدامة البيئية والمباني المستدامة، لا تقتصر المعايير على العوامل المادية فحسب، بل تتسع لتضمّ العوامل الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المحيطة بالمباني والمتفاعلة معها. في هذا السياق، تختص علوم البيئة بدراسة التفاعلات المعقدة بين الكائنات الحية والمكونات غير الحية التي تشكل النظام البيئي، ويأخذ علم البيئة دورًا حيويًا في تحقيق هذا الهدف.

لمزيد من التوضيح، يجب أخذ مبادئ المنظومات البيئية في الاعتبار أثناء العمل على المباني المستدامة. يتضمن ذلك فهم النظام البيئي وعلم البيئة والتصميم الحيوي والتصميم البيئي، حيث يشمل الأول دراسة الكائنات الحية والمكونات غير الحية التي تعمل معًا لبناء نظام حياة متكامل. بينما يسعى الثاني إلى فهم العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها، ويسعى التصميم الحيوي لزيادة تواصل مستخدمي المباني مع البيئة، بينما يهدف التصميم البيئي إلى معالجة العوامل البيئية المحيطة عند وضع الخطط أو البرامج أو السياسات أو الإنشاءات.

مع استحضار هذه النقاط، يتبين لنا أن العمل على المباني المستدامة يفوق المعايير التقليدية، حيث يُؤخذ به في الاعتبار الأبعاد البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تلعب دورًا فعّالًا في استدامة الحياة على كوكب الأرض.

تأثير علوم البيئة على النظام البيئي: رؤية شاملة

كي نستطيع تحقيق  المتطلبات البيئية أثناء العمل على المباني المستدامة،يجب ان نأخذ مبادئ المنظومات التالية فى الاعتبار:

النظام البيئي او النظام الايكواوجي Ecosystem

وعلم البيئة Ecology

والتصميم البيئي Environmental Design

والتصميم الحيوي BIOPHILIC DESIGN

النظام البيئي 

النظام البيئي هو مجتمع من الكائنات الحية والمكونات غير الحية التي تعمل معًا لإنشاء منظومة حياة.

نماذج من الأنظمة البيئية 

الغابات

تنفذ الغابات دوراً حيوياً في دعم النظام البيئي، فهي تساهم في الحفاظ على التوازن البيئي وتأمين الحياة على الأرض. إليك بعض الأهميات:

  1. تقليل احتباس الحرارة: الغابات تقوم بعزل الكربون من الغلاف الجوي (امتصاص الكربون المنبعث عن الأنشطة البشرية) خلال عملية البناء الضوئي التى تقوم بها نباتات تلك الغابات، مما يساعد في تقليل الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
  2. حماية التنوع البيولوجي: تعتبر الغابات بيئة مواتية للعديد من الكائنات الحية، بما في ذلك الحيوانات والنباتات، مما يعزز التنوع البيولوجي ويساهم في الحفاظ على التوازن البيئي.
  3. تنقية الهواء وتحسين جودته: الأشجار في الغابات تقوم بامتصاص ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، مما ينقي الهواء ويحسن جودته.
  4. حماية التربة والمياه: تعمل الأشجار والنباتات في الغابات على منع تآكل التربة وامتصاص الأمطار الزائدة، مما يحمي الأنهار والبحيرات من التلوث والتصحر.
  5. موازنة النظام البيئي: الغابات تعد جزءاً هاماً من دورة الماء حيث أنها تمتص الماء من التربة وتطلقه إلي الهواء فى صورة بخار ماء وهو ما يساهم فى تشكيل السحب التي تسقط الأمطار وبالتالي تساهم فى الحفاظ على استقرار النظام البيئي بشكل عام.

بإختصار، تعتبر الغابات أحد الأنظمة البيئية الرئيسية التي تعمل على دعم الحياة على الكوكب وحماية التنوع البيولوجي.

المستنقعات والبرك

” Wetlands”

المستنقعات والبرك إما تكون موجودة بصفة دائماً أو تظهر موسمياً، المستنقعات والبرك والتي تسمي احياناً بالأراضي الرطبة تلعب دوراً حيوياً في دعم النظام البيئي وتقدم العديد من الفوائد البيئية، بما في ذلك:

  1. توفير موطن للحياة: تعمل المستنقعات على توفير بيئة طبيعية مواتية تدعم التنوع البيولوجي وتوفر موطناً للعديد من الكائنات الحية من الحيوانات والنباتات.
  2. تنقية المياه: تعمل المستنقعات على تنقية المياه بواسطة امتصاص الملوثات والشوائب والمواد العضوية الضارة، مما يحسن جودة المياه ويحافظ على صحة النظام البيئي المائي.
  3. توفير حاجز طبيعي: تعمل المستنقعات والبرك كحواجز وخزانات طبيعية تقي الأرض من الفيضانات والامطار الشديدة وتبطئ من الاندفاع الشديد للمياه وتنظم تدفقها وتحافظ أيضاً على الرطوبة في البيئة المحيطة.
  4. تخزين الكربون: تساهم المستنقعات في تخزين الكربون وتقليل كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يعمل على تحسين جودة الهواء وتقليل احتباس الحرارة.
  5. دعم التنوع البيولوجي: تعمل المستنقعات على دعم النظام البيئي والحفاظ على التوازن البيولوجي عن طريق توفير بيئة ملائمة للكائنات الحية للعيش والتكاثر.

بإختصار، تُعتبر المستنقعات والبرك عنصراً أساسياً في النظام البيئي، حيث تقدم فوائد متعددة تسهم في استقرار البيئة والحفاظ على التوازن البيئي وصحة الحياة البرية.

علم البيئة

“Ecology”

علم البيئة هو دراسة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها المادية. يسعى علم البيئة إلى فهم الروابط الحيوية بين النباتات والحيوانات والبشر والبيئة المحيط بهم. يعتبر علم البيئة أحد الأسس الرئيسية في بناء المباني الخضراء عالية الأداء وتطوير المدن المستدامة، حيث يلعب دورًا حيويًا في فهم النظام البيئي وتأثير البيئة العمرانية عليه.

علم البيئة هو دراسة العلاقات بين الكائنات الحية وبيئتها المادية. يسعى علم البيئة إلى فهم الروابط الحيوية بين النباتات والحيوانات والبشر والبيئة المحيط بهم. يعتبر علم البيئة أحد الأسس الرئيسية في بناء المباني الخضراء عالية الأداء وتطوير المدن المستدامة، حيث يلعب دورًا حيويًا في فهم النظام البيئي وتأثير البيئة العمرانية عليه.
ما هو علم البيئة؟

 التصميم الحيوي

“Biophilic Design”

التصميم الحيوي هو نهج في التصميم يهدف إلى خلق بيئات مبنية تتفاعل بشكل إيجابي مع الطبيعة والبيئة المحيطة بها. يعتمد هذا النهج على تكامل العناصر المعمارية والهندسية مع النظام البيئي المحيط بها كي تكون أكثر استدامة وصديقة للبيئة. يتناول التصميم الحيوي الاستفادة من الطاقة الشمسية وتدفق الهواء واستخدام المواد المتجددة بشكل فعال.
أهمية التصميم الحيوي للنظام البيئي تكمن في الحد من التأثيرات السلبية للمباني على البيئة وتحسين جودة الهواء والمياه المحيطة وتوفير موارد طبيعية مستدامة وصحية.

 التصميم البيئي

“Environmental Design”

التصميم البيئي هو عملية معالجة العوامل البيئية المحيطة وذلك عند وضع الخطط أو البرامج أو السياسات أو الإنشاءات أو خطط الإنتاج. يسعى التصميم البيئي إلى إنشاء مساحات تساعد على تحسين البيئة الطبيعية والاجتماعية والثقافية والمادية لمناطق محددة.

تكمن أهمية التصميم البيئي في الحد من التأثيرات السلبية للمباني على البيئة وتحسين جودة الهواء والمياه المحيطة وتوفير موارد طبيعية مستدامة وصحية. التصميم البيئي يعمل على إنشاء بيئات حياتية تتفاعل بشكل إيجابي مع النظام البيئي المحيط بها، مما يساهم في دعم البيئة الطبيعية والحفاظ عليها بشكل أفضل.

فى نهاية المقال، يجب أن نضع في اعتبارنا أن بناء المباني الخضراء وتطوير المدن المستدامة يتطلب فهمًا عميقًا للنظام البيئي والتأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. وحتى نتمكن من تحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على حياة صحية على كوكب الأرض، يجب أخذ مبادئ ومفاهيم علوم البيئة، والتصميم الحيوي، والتصميم البيئي في الاعتبار أثناء تصميم وبناء المستقبل. هذه النهج الشامل يمكن أن يضمن أن نبني للأجيال القادمة بيئة أكثر استدامة وصديقة للحياة.

وبالتالي، فإن استخدام مبادئ علوم البيئة والتصميم الحيوي والبيئي في تطوير المدن وبناء المباني يساعد في توجيه الجهود نحو تحقيق الاستدامة البيئية، والتي تعد أمرًا ضروريًا للمستقبل المستدام.

المصادر والمراجع

ساهم في نشر
العلم والمعرفة:

Facebook
LinkedIn
X
Telegram
WhatsApp
Threads

ساهم في نشر العلم والمعرفة بمشاركة هذا المقال مع اصدقائك

يسعدنا تلقى تعليقاتكم:

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.